اللاهوتيون و معرفة الله العجيب وإمكانية التعبير
اللاهوتيون حينما يشرحون عقيدة التثليث والتوحيد يقولون عنها مما يقولونه لفظة (سر التثليث والتوحيد).
وكثيراً من عقائد الكنيسة الأخري تأخذ لقب (سر).
وتجد معرفة الله مملوءةً أسراراً.
حتي رب المجد نفسه قالها بنفس التعبيروالتوصيف.
"فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ." (مت 13: 11).
والإنسان نفسه إذا أخذ بإجتهاد في تفتيش أعماقه سيجدها مملوءةً أسراراً، وسيكتشف كم كان جاهلاً عن معرفة أعماقة، فكم وكم تكون أسرار معرفة الله؟!
فماذا تنتظر من البشريون؟!
ماذا تنتظر من البشريون حينما يريدون أن يقومون بوصف ذلك الذي هو (غير بشري) بل ذلك الذي (فوق كل نطق).
فهل ستكون اللغة المنطوقة بكل امكانياتها التعبيرية واللغوية كافية؟! للتعبير عن ذلك الإله العجيب.
إذا كانت مفردات اللغة البشرية تختلف فيما بينها في التعبير عن "نصوص متردافة بلغات مختلفة" ! فكم وكم يكون ذلك العجز البشري ظاهراً بوضوح عند التعبير عن الله الإله العجيب
معرفة الله تتطلب إشتياق يسبقه رغبة.
معرفة الله تتطلب حب يسبقه رغبه + اشتياق.
معرفة الله تتطلب معرفة يسبقها إشتياق و حب.
حب الله والإشتياق له هو طريقاً روحياً مملوءاً بكثيراً من علاقة الحب في شكل صلوات وجهاد الروح المشتاقة في حالة إلتهاب شديدة تجاه معرفة ذلك الإله العجيب.
ولذلك فلا عجب
فلا عجب أن يختلف البشريون في التعبير عن معرفتهم عن الله العجيب
لا عجب في أن نجد قديسون صامتون لا يشتركون في كل هذه الحوارات اللاهويتة، ليس لكونها غير هامة، ولكن لكونهم هم في حالة "دهش روحي مستمر" فوصلوا لمستويات "تفوق النطق" فأصبح لا حاجه لهم لإستخدام تلك الكلمات المنطوقة القاصرة العاجرة، التي دائما ستظل "غير معبرة"
ولعله من المناسب الآن جداً أن نصلي جميعاً الصلاة التي في القداس الحبشي، اضغط علي ما بين القوسين لتقرأ وتصلي (هيا نصلي)